قمة المناخ الإفريقية تشهد إعلان مجتمع جميل ومعمل عبداللطيف جميل لمكافحة الفقر عن مبادرة جديدة لتحسين الوصول إلى الهواء النقي والمياه النظيفة والطاقة المستدامة في كيب تاون
أعلنت مجتمع جميل، المؤسسة العالمية المستقلة التي تُعنى بتطوير العلوم والتعلم، ومعمل عبداللطيف جميل لمكافحة الفقر (J-PAL) بأفريقيا، ومدينة كيب تاون، اليوم عن إطلاق مختبر جديد للهواء والمياه بالتعاون مع بلدية كيب تاون وبرعاية معمل عبداللطيف جميل لمكافحة الفقر. وأشار الإعلان إلى أن المختبر يهدف إلى تحسين الوصول إلى إمدادات مستدامة وآمنة من الطاقة والمياه والهواء لما يقرب من 5 ملايين من سكان كيب تاون في جنوب أفريقيا، وذلك من خلال تعاون وثيق بين الباحثين المنتسبين إلى معمل عبداللطيف جميل لمكافحة الفقر والجهات المعنية في مدينة كيب تاون للمشاركة في العمل البحثي وتمكين القائمين على شؤون المدينة من رسم برامج وسياسات قائمة على مخرجات البحث العلمي.
ومع تزايد عدد سكان مدينة كيب تاون، تواجه الحكومة تحديات مضاعفة في توفير الخدمات الأساسية للسكان بجودة عالية. وفي ظل تفاقم حالة الطوارئ المناخية، بات من الضروري إيجاد حلول ميسورة التكلفة لتوفير إمدادات موثوقة من الطاقة المستدامة والهواء النقي والمياه النظيفة. ومن خلال الاسترشاد بمخرجات البحث العلمي في رسم السياسات العامة بالتعاون مع الباحثين المختصين، سيتم رفد القائمين على المدينة بالمعلومات التي يحتاجون إليها لتخصيص الموارد التي تكفل فعالية البرامج والسياسات العامة في مواجهة هذه التهديدات الجسيمة.
جاء هذا الإعلان على هامش افتتاح قمة المناخ الأفريقية في نيروبي، كينيا، خلال جلسة نقاشية خاصة رفيعة المستوى بعنوان 'الاستثمار في العلوم والابتكار بقيادة الجنوب من أجل إطار تمويل عادل ومنصف للعمل للمناخي'، والتي شارك في رئاستها سعادة الدكتور محمود محيي الدين، رائد المناخ لمؤتمر أطراف اتفاقية الأمم المتحدة للتغير المناخي COP27 والمبعوث الخاص للأمم المتحدة المعني بتمويل أجندة 2030 للتنمية المستدامة، والبروفيسور لورانس توبيانا، الرئيسة التنفيذية لمؤسسة المناخ الأوروبية، والسيد جورج ريتشاردز، مدير مجتمع جميل.
وبهذه المناسبة، قال جورج ريتشاردز، مدير مجتمع جميل: "لا تزال المجتمعات في جميع أنحاء العالم تواجه تحديات جسيمة في توفير هواء نظيف ومياه نقية، وهذا في حد ذاته يشكل تهديداً لسلامة الإنسان، وهو آخذ في التفاقم بسبب أزمة المناخ، وارتفاع درجات الحرارة وغيرها من المخاطر المناخية الأخرى. ومن خلال تعاوننا مع معمل عبداللطيف جميل لمكافحة الفقر بأفريقيا وبلدية مدينة كيب تاون في إنشاء هذا المختبر المناخي الجديد، فإننا نجدد التزامنا بصياغة نُهج مبتكرة وقائمة على الأدلة العلمية في سبيل مساعدة ملايين السكان في كيب تاون من التمتع بحياة أكثر صحة."
وقالت تيريزا ليزكانو كادوالادر، المدير المساعد للسياسات في معمل عبداللطيف جميل لمكافحة الفقر بأفريقيا: "إن تفاقم التحديات المناخية يُحتم علينا العمل معاً لإيجاد حلول تفضي إلى تحقيق النتائج المرجوة والاستثمار فيها، ولا شك في أن الشراكات بين صناع السياسات المحليين والباحثين توفر فرصة استثنائية للمشاركة في إنتاج أبحاث موثوقة يمكن تطبيق مخرجاتها ميدانياً، بما يمكّن صناع القرار من توسيع نطاق الحلول التي أثبتت فعاليتها.”
ويستند المختبر الجديد إلى علاقة طويلة الأمد بين معمل عبداللطيف جميل لمكافحة الفقر (J-PAL) بأفريقيا ومدينة كيب تاون، والتي تعود بداياتها إلى العام 2014، عندما أعلن معمل عبداللطيف جميل لمكافحة الفقر بأفريقيا عن تعاون مع وحدة السياسات والاستراتيجيات في المدينة بهدف المساعدة في رسم سياسات عامة قائمة على مخرجات البحث العلمي وتسهم في مواجهة التحديات المتفاقمة المتعلقة بتغير المناخ والطاقة والوصول إلى المياه.
ويُعد المختبر الجديد في كيب تاون جزءاً من شبكة مختبرات المناخ التي أطلقتها مجتمع جميل ومعمل عبداللطيف جميل لمكافحة الفقر (J-PAL) وشبكة «سي40 سيتيز»، وهي شبكة عالمية تضم ما يقرب من 100 شخصية من رؤساء كبرى المدن التي تعاني من أزمة تغيّر المناخ في العالم. وتهدف مختبرات الهواء والمياه إلى صياغة نُهج مبتكرة من خلال إشراك الفرق المعنية بالسياسات العامة في الحكومات الإقليمية وحكومات الولايات والمدن، في الجهود الرامية إلى رسم سياسات قائمة على مخرجات البحث العملي لمعالجة آثار أزمة المناخ.
ويدعم مجتمع جميل ما لا يقل عن أربعة مختبرات تعمل تحت مظلة معمل عبداللطيف جميل لمكافحة الفقر، وتركز على إيجاد حلول لتوفير الهواء والمياه النظيفيّن على مستوى المحافظات في مصر، والحكومات الإقليمية في الهند، لا سيما ولاية غوجارات؛ وعلى مستوى المدن كما هو الحال في كيب تاون بجنوب أفريقيا – وهي تخدم مجتمعة ما يقرب من 260 مليون نسمة. وستوفر مجتمع جميل كذلك الدعم لمختبرين آخريّن بقيادة شبكة «سي 40»، يُركزان على تعزيز التخطيط العمراني المستدام في جنوب وغرب آسيا، ومقرهما في تشيناي بالهند، والعاصمة الأردنية، عمان. وستشهد المبادرة أيضاً تعاوناً بين معمل عبداللطيف جميل لمكافحة الفقر وشبكة «سي 40» للاستفادة من خبرات التعلم المتولدة من عمل المختبرات.
وسبق لمجتمع جميل الدخول في شراكة مع معمل عبداللطيف جميل لمكافحة الفقر (J-PAL) لتعزيز آليات رسم السياسات القائمة على مخرجات البحث العلمي من خلال شراكات مع مختلف الحكومات تكفل تعزيز السياسات والبرامج بما يتماشى مع أولويات التنمية. وفي عام 2022، أطلق معمل عبداللطيف جميل لمكافحة الفقر لمنطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا المعمل المصري لقياس الأثر بالتعاون مع وزارة التخطيط والتنمية الاقتصادية المصرية وقد دعم تأسيسه كل من مجتمع جميل ومؤسسة ساويرس للتنمية الاجتماعية.
وساهم معمل عبداللطيف جميل لمكافحة الفقر (J-PAL)، منذ إنشائه في عام 2003، في تحسين حياة أكثر من 600 مليون شخص من خلال البرامج المصممة استناداً إلى نتائج التجارب التي أدارها المعمل بنفسه. وفي عام 2019، فاز المؤسسان المشاركان للمعمل، أبيجيت بانيرجي وإستير دوفلو، مع زميلهما البروفيسور مايكل كريمر، المنتسب للمعمل، بجائزة نوبل في الاقتصاد تقديراً لنجاحهم في تطوير نهج يسهم في تخفيف حدة الفقر العالمي.