إجراءات استباقية للتخفيف من حدة الأزمات الناجمة عن الجفاف: التعلم من كينيا والصومال
في مايو/أيار، أطلقت منظمة إنقاذ الطفولة ومنظمة أوكسفام بالشراكة مع مرصد جميل "تقرير التأخير الخطير 2" الذي يدعو إلى اتخاذ إجراءات عاجلة لمعالجة أزمة الجوع الكارثية في شرق أفريقيا.
كما دعا الحكومات والوكالات الإنسانية وأصحاب المصلحة الآخرين إلى تحسين الطرق التي نتنبأ بها بالمخاطر الغذائية والمناخية المستقبلية وتوقعها والاستعداد لها والاستجابة لها.
الدروس المستفادة مؤخرا حول استخدام "العمل المبكر أو الاستباقي" في الجفاف الحالي 2020-2022 في كينيا والصومال هي محور تقرير تقني نشره مرصد جميل.
ويركز التقرير، الذي أعده مركز التغير الإنساني، والتقرير الموجز المصاحب له على العمل الاستباقي، والنظر في كيفية استخدام الجهات الفاعلة للتنبؤات المناخية وإسقاطات ظروف الأمن الغذائي لمنع أو تخفيف الآثار السلبية للجفاف على حياة الناس. ويستكشف التقرير الحواجز والعوامل التمكينية للعمل الاستباقي ويوصي بطرق لدعم هذا العمل بشكل أفضل في المستقبل.
وبوجه عام، لم يجد الاستعراض سوى أمثلة قليلة على الإجراءات الاستباقية في إطار النظام الرسمي للمعونة بين الحكومة والمنظمات غير الحكومية. غير أنها وجدت إجراءات استباقية على المستويات المحلية ودون الوطنية والمجتمعية، وفي النظام غير الرسمي. وهناك فرص كبيرة لتحسين ربط هذه النظم وإدماج الإجراءات الاستباقية في هيكل المعونة القائم.
وحول نتائج التقرير، قالت جوان غريس، رئيسة قسم الجوع وسبل العيش في منظمة إنقاذ الطفولة: "على الرغم من الإنذار المبكر الموثوق به بأزمة الغذاء لأكثر من 18 شهرا، وعلى الرغم من التحسينات على المستوى الوطني في أنظمة الإنذار المبكر وإدارة الجفاف، لم يكن العمل الاستباقي ولا الاستجابة بالحجم والسرعة اللازمين لتجنب المعاناة الهائلة وفقدان سبل العيش الذي لا نشهده".
وفيما يلي الاستنتاجات الرئيسية للتقرير:
- وقد تحسنت توقعات الإنذار المبكر وإسقاطاته وأصبحت ذات مصداقية متزايدة.
- وعلى الرغم من التحليل الموثوق به وبيانات الإنذار المبكر المعززة، فإن إطلاق إجراءات استباقية محفوف بالصعوبات.
- وهناك قدرات وموارد للعمل الاستباقي في النظم المحلية وغير الرسمية، ولكن هناك ثغرات في تفعيل التفكير على نطاق المنظومة وتوفير الموارد له.
- وقد أثبت التمويل الصغير القائم على التنبؤ أثره، ولكنه ليس متاحا بعد على نطاق واسع.
- والإجراءات التي يتخذها معظم أصحاب المصلحة أنسب لتخفيف آثار الجفاف منها لحماية سبل العيش وتعزيز النظم.
التوصيات الرئيسية هي:
- وضع رؤية واستراتيجية مشتركة للعمل الاستباقي في سياقات مختلفة تتغلب على الأسئلة المتعلقة بالإنذار المبكر إلى ثغرات العمل المبكر؛ يحدد أنسب الإجراءات التي يتعين اتخاذها، لمن، للتخفيف من الآثار السلبية للأزمة، ومتى يكون من الأفضل القيام بذلك؛ وأين وكيف يتناسب العمل الاستباقي مع أنظمة المعونة الدولية والاستجابة للأزمات، وخاصة فيما يتعلق بالنظم المحلية.
- دمج العمل الاستباقي في الهياكل والأنظمة الرسمية وغير الرسمية / المجتمعية القائمة واستخدام إطار عمل مترابط لتحديد الرؤية المستقبلية للعمل الاستباقي.
- توطين العمل الاستباقي من خلال دمج نهج الإنذار المبكر للأنظمة غير الرسمية / المجتمعية في الأنظمة الرسمية وربط أفضل بين صنع القرار المحلي والوطني / الدولي.
- تعزيز الإنذار المبكر وتحليل التنبؤ من خلال تبسيط وتوحيد المحفزات الرسمية على الصعيدين الوطني والدولي للعمل الاستباقي، وتوضيح القرارات على المستوى الوطني التي تعتبر أساسية لتسهيل القيادة واتخاذ القرارات على المستوى المحلي، وإنتاج تحديثات أكثر انتظاما لتوقعات نتائج الأمن الغذائي والتغذية من خلال الرصد والأدوات في الوقت الحقيقي، وتعزيز إشراك المجتمعات المحلية المتضررة في التحديث، تعديل وتكييف القرارات بشأن توقيت الإجراءات الاستباقية واستهدافها ونوعها.
ويقول غيو روبا، رئيس مرصد جميل، إن التقرير "في الوقت الذي يظهر فيه التكاليف الحرجة للعمل المتأخر، فإنه يوفر أدلة وأسبابا مقنعة لتحويل أنظارنا نحو العمل الاستباقي، لا سيما مع تزايد الثقة بشكل إيجابي في العديد من التنبؤات والتنبيهات والتوقعات المعززة".
تنزيل التقرير والموجز: مركز التغيير الإنساني. 2022. العمل الاستباقي للتخفيف من الأزمات الناجمة عن الجفاف: تتبع آثار الجفاف والاستجابات للمعونة في كينيا والصومال، 2020-2022. إدنبرة: مرصد جميل، وأكاديمية جامعة إدنبرة العالمية للزراعة والنظم الغذائية، ومنظمة إنقاذ الطفولة.
