تشتري النساء في جنوب سولاويزي بإندونيسيا الأرز المدعوم في إطار برنامج المساعدة الغذائية غير النقدية في إندونيسيا، وهو واحد من العديد من برامج المساعدة الاجتماعية التي تقيمها الشركات التابعة لمعمل عبد اللطيف جميل لمكافحة الفقر.
الصورة: إيفان ماهارديكا

معمل عبد اللطيف جميل لمكافحة الفقر يوسع نطاق البحث العلمي عبر شراكات توجيه السياسيات بهدف تعزيز جهود مكافحة الفقر في جميع أنحاء العالم

كامبريدج، الولايات المتحدة الأمريكية
|
8
أغسطس
2022

أعلن معمل عبد اللطيف جميل لمكافحة الفقر (J-PAL) في معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا (MIT) عن توسع كبير في جهوده الرامية إلى صياغة أدلة لشراكات السياسات مع الحكومات ذات التفكير المبتكر التي تسعى إلى استخدام البحوث الدقيقة لإثراء سياساتها وبرامجها الاجتماعية.

وتستهدف هذه الشراكات تعزيز قدرة الحكومات على إرساء أساس متين تنطلق منه إلى توسيع نطاق السياسات والبرامج القائمة على البحث العلمي، بما يقود إلى تحسين حياة ستة ملايين شخص على الأقل من المتضررين من الفقر بحلول عام 2030.

ويعد مجتمع جميل، المنظمة الدولية التي تعمل في مجال العلوم لمساعدة المجتمعات على الازدهار في عالم سريع التغير، وشركة Co-Impact، وهي منظمة عالمية تركز على بناء أنظمة عادلة ومنصفة في أفريقيا وآسيا وأمريكا اللاتينية، شريكين مؤسسين في هذا الجهد التوسعي، حيث منحا معمل عبد اللطيف جميل لمكافحة الفقر منحة بقيمة 6 ملايين دولار أمريكي للمضي قدما بهذا العمل الطموح.

والحكومات هي المزود الرئيسي للخدمات الأساسية للغالبية العظمى من فقراء العالم. على الرغم من الاستثمارات الضخمة للحد من الفقر وتحسين رأس المال البشري، يواجه القطاع العام - على المستويين الوطني ودون الوطني - العديد من التحديات في الوصول إلى الأشخاص الذين يعانون من الفقر وإشراكهم ودعمهم بشكل فعال.

وقد قاد هذا الواقع إلى ظهور توجه متنامي بين صانعي السياسات في جميع أنحاء العالم ينادي بزيادة الاعتماد على البيانات ومخرجات البحث العلمي في صنع القرار وصولًا إلى تعظيم مردود البرامج الاجتماعية، لا سيما الخدمات الأساسية مثل التعليم والصحة والمعونات الاجتماعية.

ثلاث محاور أساسية

منذ تأسيس معمل عبد اللطيف جميل لمكافحة الفقر في معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا في عام 2003، أقام معمل عبد اللطيف جميل لمكافحة الفقر شراكات طويلة الأمد مع الحكومات في ما يقرب من 25 دولة لتمكين عملية صنع السياسات المستنيرة بالأدلة. ويستند هذا التوسع الكبير في أدلتها إلى الشراكات السياسية إلى هذه التجربة لتلبية الطلب المتزايد من الحكومات على استخدام البيانات والأدلة. وتركز هذه الشراكات على ثلاث ركائز رئيسية:

  1. المشاركة في انتاج أبحاث علمية وبيانات عالية الجودة وموضوعية في التوقيت المناسب لتوجيه رسم السياسات الاجتماعية وتصميم البرامج وتنفيذها؛
  2. بناء قدرات المسؤولين الحكوميين على توليد واستخدام الأدلة والبيانات؛ و
  3. تعزيز النظم الحكومية وتوسيع نطاقها لتمكين وتحفيز رسم السياسات القائمة على مخرجات البحث العلمي.

وتأتي قضية تمكين النساء والفتيات على رأس المستهدفات المتوخاة من هذه المحاور الثلاث، سيما وأن العديد من الأساليب الواعدة للحد من الفقر تركز على دور النساء والفتيات، بل وتظهر نتائج إيجابية لدورهن في هذا المسعى، وهو ما حفزنا على الدخول في تعاون وثيق مع القيادات النسائية الفاعلة في الحكومة والمجتمع المدني لتنفيذ الكثير من أعمالنا المتعلقة بالسياسات وبناء القدرات.

وسيتولى العنصر النسائي قيادة معظم المبادرات الموجهة إلى أربع مناطق حول العالم، وستشرف عليه مكاتبنا الإقليمية التي تقودها النساء وتتألف غالبية أطقمها من الإناث، وهي معمل عبد اللطيف جميل لمكافحة الفقر في أمريكا اللاتينية ومنطقة البحر الكاريبي، ومقره الجامعة البابوية الكاثوليكية في تشيلي، ومعمل عبد اللطيف جميل لمكافحة الفقر في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في الجامعة الأمريكية في القاهرة، ومعمل عبد اللطيف جميل لمكافحة الفقر في جنوب آسيا في معهد الإدارة المالية والبحوث، ومعمل عبد اللطيف جميل لمكافحة الفقر في جنوب شرق آسيا، ومقره جامعة إندونيسيا. وتقرر إطلاق المشروع مبدئيًا في سبع دول هي البرازيل ومصر والهند وإندونيسيا والأردن والمكسيك والمغرب، مع إمكانية توسيع نطاقه في المستقبل إلى دول أخرى.

ويستند هذا التوسع إلى الجهود المبذولة لتعزيز الشراكات الحكومية وتوسيع نطاق العمل الجاري بالفعل في المكاتب الإقليمية لمعمل عبد اللطيف جميل لمكافحة الفقر، بدعم من شركاء التمويل ذوي الرؤية الثاقبة أبرزهم مؤسسة ساويرس للتنمية الاجتماعية، ومكتب اليونيسف لمنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في مصر، ومؤسسة فيديس في جنوب آسيا، ووزارة الشؤون الخارجية والتجارة الأسترالية في جنوب شرق آسيا، وغيرهم من الشركاء الآخرين.

مستنيرة عالميًا، وقائمة على أسس محلية

وفي إطار هذا التوسع، سيستثمر معمل عبد اللطيف جميل لمكافحة الفقر أيضًا بشكل مدروس في إذكاء الوعي عبر الشراكات والمناطق، وسيشمل ذلك تعزيز الوعي لدى فرقنا ومكاتبنا حول تنمية شراكات قوية ومتجاوبة مع الحكومات، بالإضافة إلى توعية شركائنا حول ما يلزم لإضفاء الطابع المؤسسي على ثقافة استخدام مخرجات البحث العلمي داخل الحكومة.

وستستعين الفرق المحلية التابعة لمعمل عبد اللطيف جميل لمكافحة الفقر بخبراء متخصصين في رسم السياسات ومجموعة من موظفي الخدمة المدنية السابقين والممثلين السابقين لمنظمات المجتمع المدني، في سبيل توفير معرفة عميقة بمنظومات السياسات المحلية، بالإضافة إلى تزويدهم بإرشادات تمكنهم من بناء شراكات موثوقة مع أصحاب المصلحة في جميع أنحاء المناطق المستهدفة.

ويساعد ذلك على ضمان استدامة النهج القائمة على البحث العلمي وتعزيز العمل المؤسسي وترسيخ جذوره في السياقات المحلية، وتبادل الدروس المستفادة من عملية بناء الشراكات على نطاق واسع عبر المجتمع المدني.

وقالت إستر دوفلو، أستاذة عبد اللطيف جميل للتخفيف من حدة الفقر واقتصاديات التنمية في معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا والمؤسس المشارك ومدير هيئة التدريس في معمل عبد اللطيف جميل لمكافحة الفقر (J-PAL ): "إن توسيع الشراكات التي تتيحها هذه المنحة لديه القدرة على تغيير حياة الملايين على نطاق عالمي، ونحن ممتنون لمجتمع جميل وشركة Co-Impact على رؤيتهما وقيادتهما. ونشيد ببصيرتهم في الاستثمار في العمل الحاسم في المراحل المبكرة لبناء الشراكات، مع الاعتراف بأن العوائد الاجتماعية المحتملة - البرامج القائمة على الأدلة التي تصل إلى نطاق واسع - يمكن أن تكون عالية ولكنها تستغرق وقتا طويلا لتطويرها ونجاحها. وإلى جانب مجتمع جميل وشركة Co-Impact، نتشارك التزاما قويا بخلق بيئة مرنة لازدهار هذه الشراكات".

وقال فادي جميل، نائب رئيس مجلس إدارة مجتمع جميل: "نحن ندرك أهمية هذا التمويل في المراحل المبكرة لتأسيس شراكات مؤسسية يمكنها بمرور الوقت توليد وتوسيع نطاق الابتكار الحكومي الهادف. وبصفتنا شركاء قديمين لمعمل عبد اللطيف جميل لمكافحة الفقر (J-PAL)، فقد رأينا مدى تأثير هذا العمل، ليس أقله في وقت سابق من هذا العام مع إطلاق معمل عبد اللطيف جميل لمكافحة الفقر في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا مختبر مصر للتأثير، وهو مختبر سياسات مدمج في وزارة التخطيط والتنمية الاقتصادية، يعمل مع العديد من الجهات الحكومية الفاعلة وبدعم أساسي من مجتمع جميل ومؤسسة ساويرس للتنمية الاجتماعية. ونحن متحمسون الآن لتوحيد جهودنا مع Co-Impact و J-PAL للبناء على هذا النجاح والمساعدة في تحسين الحياة على نطاق عالمي".    

وقالت أوليفيا ليلاند، المؤسس والرئيس التنفيذي لشركة Co-Impact: "إن تغيير النظم المستنيرة بالأدلة أمر ضروري لخلق تأثير عالمي دائم على مكافحة الفقر وعدم المساواة بين الجنسين. ومع ذلك، فإن هذا التغيير لا يحدث بين عشية وضحاها. وهو يتطلب شراكات موثوقة مع الحكومات التطلعية والمجتمع المدني وتوليد الأدلة والتعلم المستمرين. ويشير سجل معمل عبد اللطيف جميل لمكافحة الفقر الحافل بالشراكات الوثيقة التي تمتد لعقود، إلى جانب خبرته المحلية العميقة، إلى الإمكانات الهائلة لهذا العمل لكسر الحواجز الهيكلية وبناء مجتمعات أكثر عدلا وإنصافا".

إعلانات ذات صلة