عيادة جميل في معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا (MIT) تستضيف اجتماعاً إقليمياً حول الذكاء الاصطناعي والرعاية الصحية في دبي بالشراكة مع مكتب الإمارات للذكاء الاصطناعي

دبي، الإمارات العربية المتحدة
|
20
ديسمبر
2022

استضافت عيادة جميل، مركز الذكاء الاصطناعي في مجال الرعاية الصحية، ومقرها معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا (MIT)، اليوم مؤتمراً ليوم واحد بعنوان "التشافي بالذكاء الصناعي في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا وجنوب آسيا: دور الذكاء الاصطناعي وحلول البيانات في تعزيز مشهد الرعاية الصحية"، بالشراكة مع مجتمع جميل، ومكتب الإمارات للذكاء الاصطناعي ومؤسسة ويلكوم. وجرت فعاليات المؤتمر في مركز جميل للفنون بدبي بحضورمعالي الوزيرعمر بن سلطان العلماء, وزير الدولة للذكاء الاصطناعي والاقتصاد الرقمي وتطبيقات العمل عن بعد بالإضافة إلى نخبة من الرواد في مجال الذكاء الاصطناعي والصحة من عيادة جميل، بمن فيهم البروفيسورة ريجينا بارزيلاي الحائزة على منحة العبقرية من ماك آرثر، والبروفيسورة دينا كتبي، والدكتور آدم يالا، والدكتورة شروق السنان، الباحثة في عيادة جميل من المملكة العربية السعودية، إلى جانب ممثلين من كبرى المستشفيات ومؤسسات الصحة العامة في جميع أنحاء منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا وجنوب آسيا. ويمثل المؤتمر أول مشروع دولي ضمن مبادرة "التشافي بالذكاء الاصطناعي"، التي أطلقتها عيادة جميل في الأشهر الأولى من جائحة كوفيد-19.

وجاء تنظيم المؤتمر استجابة للضغوط المتزايدة التي تتعرض لها المستشفيات ومؤسسات الصحة العامة في جميع أنحاء منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا وأفغانستان وباكستان في ظل التحديات الصحية  الناجمة عن تغير المناخ، وأنماط الحياة المستقرة، بالإضافة إلى المشكلات الناشئة عن زيادة متوسط العمر المتوقع، والتي تؤدي بدورها إلى ارتفاع معدل الأمراض غير المعدية والمعدية والأمراض التنكسية العصبية، وهو ما يبرز مدى الحاجة إلى تسخير تقنيات الذكاء الاصطناعي في الرعاية الصحية كونها تمثل فرصة قوية لمواجهة هذه التحديات وتحقيق نتائج أفضل للمرضى عبر تضييق الفجوة المتسعة بين البحث الميداني والتنفيذ الواقعي في المستشفيات. ويُعد بناء تحالف قوي من الباحثين والأطباء والمستشفيات والجهات الفاعلة في مجال الصحة العامة أمراً حيوياً في الاستفادة من مزايا التقدم الهائل في مجال الذكاء الاصطناعي وتسخيره في اكتشاف الأمراض وعلاجها - ليس فقط في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا وأفغانستان وباكستان، بل في شتى أنحاء العالم.

تأسست عيادة جميل في عام 2018 من خلال شراكة بين معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا ومجتمع جميل، وتهدف إلى جمع علماء الحاسب الآلي وعلماء الأحياء والأطباء لتطوير أدوات جديدة لمواجهة التحديات الصحية. ودأب فريقها منذ إطلاقها على تسخير تقنيات التعلم العميق في سبيل إيجاد أدوية جديدة للأمراض المستعصية، وهي الجهود التي أسفرت أخيراً عن اكتشاف عقار الهاليسين (Halicin)، أول مضاد حيوي يتم اكتشافه منذ ثلاثة عقود، والذي أثبت فعاليته في القضاء على حوالي 35 نوع من البكتيريا القاتلة بما فيها البكتيريا المسببة للسل المقاوم لمضادات الميكروبات والبكتيريا المقاومة للمضادات الحيوية. كما طورت عيادة جميل خوارزمية ميراي (Mirai)، وهي أداة قائمة على تقنيات التعلم الآلي وتتمتع بالقدرة على التنبؤ بسرطان الثدي قبل الأساليب الحالية بمعدل يصل إلى أكثر من ثلاث سنوات من الإصابة به، فضلاً عن فعاليتها في تحقيق نتائج متكافئة في مختلف الأعراق والأجناس، ما يعطي دفعة كبيرة لمفهوم العدالة الصحية.

ويأتي تنظيم مؤتمر التشافي بالذكاء الصناعي في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا وجنوب آسيا (AI Cures MENASA) تماشياً مع رؤية عيادة جميل الهادفة إلى إتاحة هذه الأدوات الجديدة في جميع أنحاء العالم، وخاصة في البلدان التي تعاني من تردي أوضاع أنظمتها الصحية العامة والمجتمعات المعرضة للخطر. وسيكون المؤتمر بمثابة منصة تمهد الطريق لتوسع شبكة مستشفيات عيادة جميل للذكاء الاصطناعي على مستوى دولي، وهي مبادرة جديدة تحظى بدعم عيادة جميل ومؤسسة ويلكوم وتركز على بناء شراكات مع المستشفيات في سبيل إتاحة أدوات الذكاء الاصطناعي الجديدة في البيئات السريرية، بهدف إنقاذ الأرواح.

وقال فادي جميل، نائب رئيس مجلس إدارة مجتمع جميل: “يُشرفنا أن نساهم في حشد هذا الجمع الملهم من العلماء وصناع السياسات ومسؤولي الصحة العامة ومديري المستشفيات تحت سقف واحد في مركز جميل للفنون في دبي، في سبيل تحقيق رؤية عيادة جميل لتعزيز الرعاية الصحية لملايين الأشخاص حول العالم، ونحن نتوق لرؤية شبكة مستشفيات عيادة جميل للذكاء الاصطناعي تتوسع في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا وأفغانستان وباكستان، وسنواصل العمل لإتاحة أدوات الذكاء الاصطناعي الطبية في جميع أنحاء العالم تحقيقاً لمبدأ العدالة الصحية للجميع."

وبهذه المناسبة، قالت البروفيسورة ريجينا برزيلاي، رئيس قسم الذكاء الاصطناعي في عيادة جميل: "يعتمد تحقيق رؤية عيادة جميل بشكل أساسي على مدى نجاحنا في الاستفادة من أبحاث الذكاء الاصطناعي في مجال الطب التي يتم إجراؤها في معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا، وتطبيق مخرجاتها في بيئات سريرية متنوعة. ولهذا نتطلع إلى الجمع بين خبرات باحثي عيادة جميل من جهة والأطباء المحليين ومسؤولي الصحة العامة في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا وجنوب آسيا من جهة أخرى بهدف تعظيم تأثير إمكانات الذكاء الاصطناعي في مجال الطب على حياة المرضى"

وقال طارق خوخار، رئيس قسم البيانات للعلوم والصحة في مؤسسة ويلكوم: "تلعب أدوات الذكاء الاصطناعي دوراً محورياً في تعزيز الرعاية الصحية للمرضى في جميع أنحاء العالم والارتقاء بالبحوث الصحية، لكن لا يزال يتحتم على الباحثين وصانعي السياسات والأطباء ومديري الرعاية الصحية العمل معاً لاختبار هذه الأدوات بدقة في بيئات متنوعة لكي يتسنى لنا التأكد من فعاليتها وجدواها في بيئات مختلفة وفي ظل ظروف متباينة، ويشمل ذلك التأكد من أنها آمنة للجميع والعمل على تعظيم إمكاناتها المحتملة في إنقاذ الحياة."

هذا وتسعى شبكة مستشفيات عيادة جميل للذكاء الاصطناعي إلى طرح أدوات الذكاء الاصطناعي الطبية في 35 مستشفى في ثماني دول، بما فيها المملكة العربية السعودية والهند وتايوان. وفي ظل التطور الهائل الذي شهدته تقنيات الذكاء الاصطناعي على مدى العقد الماضي في جميع مجالات الرعاية الطبية، أخذت مؤسسات الرعاية الصحية في بحث سبل الاستعانة بهذه التقنيات الجديدة ونشرها حول العالم تحقيقاً لمفهوم العدالة الصحية للجميع، لا سيما في البلدان المنخفضة والمتوسطة الدخل، وصولاً إلى تحسين جودة الرعاية وإنقاذ الأرواح.

إعلانات ذات صلة