أكثر من مليار شخص يعانون من السمنة، وفقًا لدراسة أشرف عليها البروفيسور "ماجد عزتي" لدى "معهد جميل"

لندن
|
1
مارس
2024
  • يعاني واحد من كل ثمانية أشخاص يعيشون في هذا العالم، أي ما يعادل أكثر من مليار شخص، من السمنة المفرطة.
  • حللت الدراسة الجديدة، التي أشرف عليها البروفيسور "ماجد عزتي" لدى "معهد جميل"، أكثر من 3000 دراسة سكانية شملت 222 مليون شخص في الفترة بين عامَي 1990 و2022.
  • وجدت الدراسة أن السمنة تعد أكثر أشكال سوء التغذية شيوعًا في معظم البلدان، فضلاً عن انخفاض معدل انتشار من لديهم نقص في الوزن (أو نحافة).
  • يقدر التقرير أنه منذ عام 1990، ارتفعت معدلات السمنة بنحو مرتين بين النساء، وثلاث مرات بين الرجال، وأربع مرات بين الأطفال والمراهقين.

أظهر تحليل جديد بإشراف البروفيسور ماجد عزتي، وهو قائد فريق بحثي في معهد جميل في إمبريال كوليدج لندن (كلية لندن الإمبراطورية)، أن معدلات السمنة زادت بشكل كبير على مدى العقود الثلاثة الماضية.

وأظهرت الدراسة التي نُشرت في مجلة لانسيت الطبية البريطانية، أن واحدًا من كل ثمانية أشخاص على مستوى العالم يعاني حاليًا من السمنة، حيث تتجاوز أعداد الأطفال والمراهقين والبالغين الذين يعانون من السمنة على مستوى العالم المليار نسمة. وتسلط هذه الدراسة الضوء على التغييرات التي طرأت على اتجاهات سوء التغذية العالمية على مدى أكثر من 30 عامًا.

يسلط التقرير الضوء على أن هذه الاتجاهات، إلى جانب انخفاض معدل انتشار نقص الوزن منذ عام 1990، تجعل السمنة أكثر أشكال سوء التغذية شيوعًا في معظم البلدان.

ويُقدّر الباحثون أن معدل السمنة بين الأطفال والمراهقين في العالم في عام 2022 كان أربعة أضعاف المعدل الذي كان سائدًا في عام 1990. أما بالنسبة للبالغين، فقد تضاعف معدل السمنة بين النساء بأكثر من الضعف وتقريبًا ثلاثة أضعاف بين الرجال.

ووفقًا للباحثين، تُبرز هذه النتائج الأخيرة الحاجة الماسة إلى سياسات شاملة لمواجهة عبء سوء التغذية، بما في ذلك تحسين إمكانية الوصول إلى الأطعمة الغنية بالعناصر الغذائية الصحية وبأسعار معقولة، بالإضافة إلى استراتيجيات الوقاية والعلاج فيما يتعلق بمشاكل السمنة ونقص الوزن.

في هذا الإطار، قال البروفيسور ماجد عزتي، رئيس الفريق البحثي المعني لدى معهد جميل والباحث الرئيسي المشرف على الدراسة: "من المقلق للغاية أن يظهر الآن وباء السمنة لدى الأطفال والمراهقين في سن المدرسة، في حين أنه كان من الأوبئة المنتشرة بوضوح فقط بين البالغين في معظم أنحاء العالم في عام 1990. وفي الوقت نفسه، لا يزال مئات الملايين يعانون من سوء التغذية، خاصة في بعض أفقر مناطق العالم. ولمعالجة كلا شكلَي سوء التغذية بنجاح، من الضروري بشكل كبير تحسين عملية توفر الغذاء الصحي والغني بالعناصر الغذائية الصحية بأسعار معقولة."

وفي أحدث دراسة أجراها التحالف المعني بالأمراض غير السارية بالتعاون مع منظمة الصحة العالمية (WHO)، شرع الباحثون في تحليل اتجاهات السمنة ونقص الوزن، وهما شكلا سوء التغذية اللذان يضران بالصحة من عدة نواحٍ.

وقد قام الباحثون بتحليل قياسات الوزن والطول لأكثر من 220 مليون شخص تبدأ أعمارهم من خمس سنوات فأكثر (63 مليون شخص تتراوح أعمارهم من 5 إلى 19 عامًا، و 158 مليونًا تبدأ أعمارهم من 20 عامًا فأكثر)، والذين يمثلون أكثر من 190 دولة.

وقد زاد العبء المزدوج لكلا الشكلين من سوء التغذية في جميع الفئات العمرية في معظم البلدان بين عامَي 1990 و 2022، مدفوعًا بارتفاع معدلات السمنة. ومع ذلك، فقد انخفض هذا العبء في العديد من البلدان في جنوب وشرق آسيا، وفي بعض البلدان في أفريقيا للرجال؛ حيث انخفض معدل نقص الوزن بشكل حاد.

في هذا السياق، قال الدكتور تيدروس أدهانوم غيبريسوس، المدير العام لمنظمة الصحة العالمية: "تُبرز هذه الدراسة الجديدة أهمية الوقاية من السمنة وعلاجها منذ سن مبكرة وحتى سن البلوغ، من خلال الاهتمام بالنظام الغذائي والنشاط البدني والرعاية الكافية حسب الحاجة. إن العودة إلى المسار الصحيح لتلبية الأهداف العالمية للحد من السمنة سيتطلب جهد الحكومات والمجتمعات معًا، وذلك ارتكازًا على دعم السياسات القائمة على الأدلة التي وضعتها منظمة الصحة العالمية وهيئات الصحة الحكومية الوطنية. والأهم من ذلك أن الأمر يتطلب تعاون القطاع الخاص، الذي يجب أن يكون مسؤولاً عن التأثيرات الصحية لمنتجاته."

وقد زاد العبء المزدوج لكلا الشكلين من سوء التغذية في جميع الفئات العمرية في معظم البلدان بين عامَي 1990 و 2022، مدفوعًا بارتفاع معدلات السمنة. ومع ذلك، فقد انخفض هذا العبء في العديد من البلدان في جنوب وشرق آسيا، وفي بعض البلدان في أفريقيا للرجال؛ حيث انخفض معدل نقص الوزن بشكل حاد.

قال الدكتور غوها براديبا، المؤلف المشارك للدراسة من مؤسسة أبحاث السكري في مدراس: “ "تؤثر قضايا مثل تغير المناخ، والاضطرابات أو العراقيل الناجمة عن جائحة كوفيد-19، والحرب في أوكرانيا على تفاقم معدلات السمنة ونقص الوزن، من خلال زيادة الفقر وزيادة تكلفة الأطعمة الغنية بالعناصر الغذائية. وينتج عن هذا نقص الغذاء في بعض البلدان والمنازل والانتقال إلى أطعمة أقل جودة من الناحية الصحية في بلدان أخرى. لإنشاء عالم أكثر صحة، نحتاج إلى سياسات شاملة لمواجهة هذه التحديات."

هذا وقد كان الارتفاع في العبء المزدوج هو الأكبر في بعض البلدان ذات الدخل المنخفض والمتوسط، خاصة تلك الموجودة في بولينيزيا وميكرونيزيا ومنطقة البحر الكاريبي والشرق الأوسط وشمال أفريقيا. إذ تتمتع هذه البلدان الآن بمعدلات سمنة أعلى من العديد من البلدان الصناعية ذات الدخل المرتفع، خاصة تلك الموجودة في أوروبا.

يشار إلى أن معهد جميل، الكائن في كلية الصحة العامة بإمبريال كوليدج لندن، قد تأسس في أكتوبر 2019 بمبادرة مشتركة بين كلية إمبريال كوليدج لندن ومؤسسة مجتمع جميل، بهدف التصدي لتهديدات الأمراض على مستوى العالم. ويُدير المعهد كلٌ من البروفيسور نيل فيرجسون، مدير المعهد، والبروفيسورة كاترينا هاوك، نائبة المدير. ويعمل معهد جميل على معالجة كل من الأمراض المعدية والانتقالية والأمراض غير المعدية، مثل السمنة. ويضم الفريق البحثي الذي أشرف عليه البروفيسور عزتي، والذي قام بنشر الدراسة الحالية، الدكتور بن زهو، الباحث الزميل في معهد جميل.

لمزيد من المعلومات، يمكنك الاطلاع على الورقة البحثية المنشورة في مجلة لانسيت هنا وكذلك على مقالة كلية إمبريال كوليدج لندن (التي تم اقتباس هذا البيان منها) هنا.

إعلانات ذات صلة