Wetland Disappearance, Photo credit: Deniz Sabuncu
Wetland Disappearance, Photo credit: Deniz Sabuncu

الكلية الملكية للفنون ومجتمع جميل تعلنان عن شراكة كليمافور مع Cooking Sections المرشحة لجائزة تيرنر

الكلية الملكية للفنون
|
28
مارس
2023

أعلنت الكلية الملكية للفنون، أكبر جامعة للفنون والتصميم في العالم، ومجتمع جميل اليوم عن إطلاق مبادرة كليمافور × جميل في الكلية الملكية للفنون (RCA)، وهي مبادرة جديدة يقودها ألون شواب ودانيال فرنانديز باسكوال، الزميلان الباحثان في كلية العمارة بالكلية الملكية للفنون والمؤسسان المشاركان لCooking Sections الفنية والمعمارية. وتتخذ مبادرة كليمافور × جميل في الكلية الملكية للفنون من كلية العمارة مقراً لها، وتستخدم أدوات معمارية وفنية استقصائية ووسائل تعليمية لتطوير الشبكات البيئية إلى مستوى يغير فهمنا الحالي للاستدامة، وإنتاج معارف جديدة حول العدالة الغذائية والمناخية. وتهدف الشراكة الجديدة إلى إعادة تصور طرق جديدة لتناول الطعام في ظل تسبب النشاط البشري في تغيير المناخ من خلال تطوير منهجيات جديدة وتعزيز السياسات في جميع أنحاء العالم.

وستركز شراكة كليمافور × جميل في الكلية الملكية للفنون على مشروعيّن مميزين ومترابطيّن على مدى مدتها البالغة ثلاث سنوات، وستعمل بشكل وثيق مع مواقع دراسة الحالة في تركيا وفرنسا وإيطاليا من خلال المتعاونين المحليين الرئيسيين. وستوفر الشراكة أيضاً تمويلاً لزمالات أبحاث الدراسات العليا في سبيل تطوير دراسات حالة إضافية لمواقع محددة مع المنظمات الثقافية والمدنية في جميع أنحاء العالم. ويستكشف مشروعا كليمافور × جميل سبل تطوير نظم غذائية تتمحور حول الطبيعة مع المجتمعات في الأراضي الجافة والرطبة التي تتعرض لضغوط موسمية معينة ومتزايدة بسبب النشاط البشري على مر القرون:

1. موسم اختفاء الأراضي الرطبة

شهدت الأراضي الرطبة والمستنقعات والأهوار ومستنقعات المانغروف والسهول الطينية عمليات تجفيف ممنهجة لعدة قرون بذريعة "تحسين" الأراضي، على الرغم من أهمية تنوعها البيولوجي وقدرتها على ترشيح المياه والحماية من الفيضانات. وفي هذا الصدد، تدعو مبادرة 1="">كليمافور إلى التوقف عن تجفيف هذه المسطحات من خلال تسليط الضوء على ثراء مكونات هذه التضاريس المعقدة. وعلى الرغم من كونها موائل غنية بشكل لا يصدق، فقد تم تجفيف هذه الأراضي الرطبة لعدة قرون لصالح الزراعة الأحادية، ولغرض التوسع في بناء العقارات، أو تهجير الباحثين عن الحرية، أو القضاء على الملاريا، عبر سواحل إيطاليا وسريلانكا إلى نهري دجلة والفرات والمسيسيبي. لكن العقود الماضية شهدت اعترافاً متزايداً بأهمية هذه المسطحات الطبيعية في مقاومة تغير المناخ. فهل يمكن أن تكون الأراضي الرطبة بساتين المستقبل؟ مع إعلان الأمم المتحدة عام 2023 عاماً للمراعي والرعاة، فقد تركز التوجه الدولي الجديد على خلق مساحة تجوال حرة للحيوانات وإعادة إحياء طرق الترحال الرعوي التاريخية. ففي ضواحي اسطنبول، تعد الأراضي الرطبة الداخلية موطناً لجاموس الماء ورعاته ومجموعة من الأنواع التي تعتمد عليها. وقد ساعدت المعرفة التي جلبها الرعاة البلغار في العهد العثماني، والأتراك المنفيين من اليونان بعد التبادل السكاني عام 1923، في تعزيز قيمة حليب الجاموس كمكون أساسي في وجبات الزبادي والكيماك والسوتلاش. ومنذ عام 2013، شهدت المنطقة عدداً من الإنشاءات الضخمة وخططاً لحفر قناة شحن جديدة تهدد بزوال النظم البيئية للبحر الأسود وبحر مرمرة. وتتركز هذه المشاريع الضخمة في أراضي الجاموس، ما تسبب في إعادة تقسيم المنطقة من الريف إلى الحضر، وبالنتيجة تجفيف الأراضي الرطبة وتفتيت مشاعات الرعي كأثر جانبي. وتعتمد المبادرة الجديدة على دراسة التفاعلات الأيضية عبر الأنواع، والخروج منها بتوصيات تسهم في الحفاظ على التراث التغذوي والبيئي للأراضي الرطبة والرعاة وأساليب حياتهم الرعوية. كما تعتمد على التعاون القائم مع الرعاة، والجهود المبذولة من كليمافور في اسطنبول على مدى السنوات الأربع الماضية.

2. موسم الجفاف

شهدت معظم فصول الشتاء الأكثر جفافا منذ بداية القرن العشرين حول البحر الأبيض المتوسط في العقدين الماضيين. ومع ذلك، فإن النضال من أجل زراعة المنتجات الصالحة للأكل في المناطق التي تعاني من ندرة المياه ليس جديدا. على مر القرون ، تم تطوير تقنيات معقدة مثل الأنفاق والصهاريج والمدرجات لتوجيه المياه أو رطوبة الهواء والاحتفاظ بها. طورت أماكن مثل بانتيليريا ، وهي جزيرة تقع بين صقلية وتونس بدون مصادر للمياه العذبة ، تقنيات الري الجاف من خلال بناء حدائق ذات جدران حجرية جافة. تتكون هذه الأنظمة من مناخات محلية إلى "ماء بدون ماء". ومع تحرك حدود الحرارة، لا يزال الاستغلال المتزايد للعمال في شمال أفريقيا وأوروبا الشرقية مدفوعا بإمكانية الحصول على المياه لحصاد الطماطم أو العنب أو البرتقال "بأسعار معقولة". ومن خلال دراسة المناخات المحلية للأراضي الجافة، يهدف المشروع إلى تجربة أساليب زراعية بديلة في ظروف الجفاف من خلال السعي إلى تنويع المحاصيل الأحادية الزراعة السابقة التي فشلت في التعامل مع التغيرات المناخية.

وبهذه المناسبة، قال الدكتور بول تومبسون، نائب رئيس الكلية الملكية للفنون: "ممتنون جداً لمجتمع جميل لدعمهم لهذا المشروع البحثي الذي يأتي في الوقت المناسب. وباستخدام مناهج المشاركة الاجتماعية المتجذرة في الهندسة المعمارية والتصميم والفنون، سيستكشف الباحثون تأثير تغير المناخ على المجتمعات المحلية وأمنها الغذائي، سعياً لتطوير نماذج أكثر إنصافا للنظم البيئية المستدامة في المستقبل."

وقال جورج ريتشاردز، مدير مجتمع جميل: "مع استمرار تأثير أزمة المناخ على جميع جوانب حياتنا، نجد أنفسنا مطالبون بتطوير مفاهيم وحلول جديدة لضمان مستقبل أكثر إنصافاً للجميع. ونحن متحمسون للشراكة مع أقسام الطهي والكلية الملكية للفنون لإطلاق مبادرة كليمافور x جميل التي ستقود إلى سياسات أكثر استنارة من شأنها أن تعزز الأمن الغذائي والعدالة المناخية في مواجهة التحديات المتزايدة باستمرار."

وقال ألون شواب ودانيال فرنانديز باسكوال: "سعت كليمافور، منذ تأسيسها في عام 2015، إلى معالجة العادات والرغبات الغذائية في مواجهة حالة الطوارئ المناخية. ونحن متحمسون لتحقيق مستهدفات شراكة كليمافور x جميل في الكلية الملكية للفنون والاستفادة من المخرجات البحثية التي توفرها لنا في اسطنبول وجنوب إيطاليا وفرنسا، بناءً على عملنا المستمر في هذه المناطق."

يُذكر أن كليمافور هي مبادرة طويلة الأجل أسسها الفنانان المرشحان لجائزة تيرنر ومؤسسي أقسام الطهي في عام 2015، وتضم مجموعة متنوعة من المشاريع المتجاوبة مع المواقع، إما بمبادرة ذاتية أو بالشراكة مع المؤسسات الثقافية. وتتعاون كليمافور مع خبراء في علم البيئة وعلم الأحياء البحرية والهندسة الزراعية والتغذية والهندسة وغيرها، وتقترح أشكالاً متكيفة من الغذاء، والتحول على سبيل المثال إلى المحاصيل المقاومة للجفاف في فترة ندرة المياه أو الكائنات المتغذية بالترشيح خلال أوقات تلوث المياه بمزارع الأسماك.